الدولار يرتفع أمام الين ويثبت مقابل اليورو بعد بيانات التضخم

الدولار الأمريكي مقابل الين يشهد انتعاشًا قويًا وسط توقعات رفع أسعار الفائدة

استعاد الدولار الأمريكي مقابل الين قوته اليوم، متعافياً من موجة بيع حادة شهدها أمس، رغم استمرار التوقعات برفع بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة في ديسمبر، في حين سجل اليورو ارتفاعًا طفيفًا بعد صدور بيانات تضخم منطقة اليورو التي جاءت أعلى قليلاً من التوقعات

الدولار الأمريكي مقابل الين يتعافى بفضل طلب قوي على السندات اليابانية

ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% مقابل الين ليصل إلى مستوى 156.00، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له خلال الأسبوعين السابقين يوم الاثنين، في أعقاب بيع السندات الحكومية اليابانية لأجل عشر سنوات التي شهدت أقوى طلب منذ شهر سبتمبر الماضي.

علق شوكي أوموري، كبير الاستراتيجيين في ميزوهو بطوكيو، مؤكدًا أن نتائج المزاد الجديد للسندات طمأنت السوق إلى حد كبير. كان الدولار، إلى جانب الأسهم والسندات والعملات المشفرة، قد تراجع في اليوم السابق عقب تصريح محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، الذي أكد أن البنك المركزي سيفحص “إيجابيات وسلبيات” رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية.

هذا التصريح أدى إلى ارتفاع عوائد السندات اليابانية لأجل عامين لأكثر من 1% للمرة الأولى منذ عام 2008، ومن ثم امتد تأثيره إلى أسواق السندات العالمية، الأمر الذي زاد من التقلبات في تداول الدولار الأمريكي مقابل الين وانعكس في تحركات السوق.

توقعات رفع أسعار الفائدة وتأثيرها على الدولار الأمريكي مقابل الين

أوضح مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث في بيبرستون، أن السوق عادت إلى وضعها السابق قبل تصريحات أويدا، رغم استمرار تقدير عقود المبادلة لاحتمال رفع أسعار الفائدة في ديسمبر بنسبة تقارب 80%، ما يجعل العملية مربكة قليلاً.

وأشار براون إلى أن تحركات السوق لا تزال مدفوعة بقوة الدولار الأمريكي، بعدما شهد أمس ضغطًا بسبب توقعات متزايدة بتولي كيفن هاسيت منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ولكن الوضع اليوم استعاد توازنه مع إعادة التركيز على توقعات النمو الأمريكي القوي، حتى مع احتمال خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل.

بيانات التصنيع الأمريكية الضعيفة التي صدرت يوم الاثنين زادت من حدة الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرار خفض أسعار الفائدة هذا الشهر. وتعكس العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي احتمالاً بنسبة 87% لخفض معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 10 ديسمبر، مقارنة بنسبة 63% قبل شهر فقط وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.

مراقبة التضخم وتأثيرها على العملات العالمية والدولار الأمريكي مقابل الين

صعد اليورو بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.16200 دولار أمريكي، عقب صدور بيانات أظهرت تسارع التضخم في منطقة اليورو، حيث ارتفع إلى 2.2% في نوفمبر مقارنة بـ 2.1% في أكتوبر، وهو ارتفاع طفيف لا يُتوقع أن يدفع البنك المركزي الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات صارمة.

وقد صرح يواكيم ناجل، صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، أن التضخم بات يقترب عمليًا من الهدف المحدد بـ 2%، ما يشير إلى استقرار نسبي في الأسعار، بينما علق جوشوا ماهوني، كبير محللي السوق في سكوب ماركتس، أن بعض التوقعات بعدم وجود تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي تزداد تأكيدًا مع نهاية دورة التيسير النقدي.

وسجل الجنيه الإسترليني تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.3207 دولار أمريكي، رغم تحقيقه أعلى مستوى له منذ شهر يوم الاثنين، في ظل تخفيض بنك إنجلترا لمتطلبات رأس المال التي يجب أن تحتفظ بها البنوك، في محاولة لتعزيز الإقراض ودعم الاقتصاد، وهو التخفيض الأول من نوعه منذ الأزمة المالية العالمية.

• تعافي الدولار مقابل الين عقب تراجع بيعي قوي
• تأثير مزادات السندات اليابانية على سوق العملات
• توقعات خفض ورفع أسعار الفائدة من الأسرة النقدية الأمريكية واليابانية
• تسارع التضخم في منطقة اليورو وتأثيره على أسعار العملات
• التغيرات التنظيمية لبنك إنجلترا وأثرها على الاقتصاد والبنك المركزي

ارتفاع البتكوين بنسبة 2% ليصل إلى 88,255 دولارًا جاء بعد ابتعاده عن أدنى مستوى له في عشرة أيام، مما يعكس تحركاً إيجابياً في سوق العملات الرقمية وسط ظروف مناخية متقلبة للعملات التقليدية.

في الخلاصة، يظل الدولار الأمريكي مقابل الين محورًا رئيسيًا في تحركات الأسواق، مع استمرار التأثر بمزادات السندات وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية واليابانية، في ظل مراقبة دقيقة لمعدلات التضخم العالمية وتأثيراتها على سوق العملات العالمية والاقتصادات الكبرى.