تؤكد التحليلات الأخيرة أن مستقبل الدولار الأمريكي في مواجهة تحديات كبيرة سيطرت على الأسواق العالمية، مع توقعات متزايدة بدخول العملة في موجة هبوط جديدة خلال الفترة القادمة، خاصة مع دخول ديسمبر المعروف تاريخياً بضعف أداء الدولار، ما يعزز تخوفات المستثمرين ويجعل الموقف أكثر حساسية.
الضغوط المؤثرة على مستقبل الدولار الأمريكي وقيمته السوقية
أوضح تقرير حديث صادر عن بنك “ستاندرد بنك” أن الولايات المتحدة قد تشهد حكمًا مرتقبًا من المحكمة العليا يمنح عدم قانونية الرسوم الجمركية التي فرضت خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترمب، ما يثير مخاوف كبيرة بشأن مستقبل الدولار الأمريكي في الأسواق المالية
هذا الحكم ليس مجرد تغيير في السياسة التجارية، بل قد يهز الثقة العامة لدى المستثمرين في القدرة الأمريكية على إدارة سياستها الاقتصادية بشكل مستقر، مما ينعكس مباشرة على قيمة الدولار، خاصة على الساحة العالمية
يرى التقرير أن إلغاء تلك الرسوم الجمركية التي كانت حجر زاوية في سياسة الحماية التجارية الأمريكية قد يعيد تشكيل الأطر التجارية الدولية، ويفتح باباً لانعدام اليقين في توقعات السوق، خصوصاً في الفترات القريبة المقبلة
تعيين رئيس جديد للفيدرالي وتأثيره المحتمل على مستقبل الدولار الأمريكي
ضغوط إضافية تُثار على الدولار الأمريكي مع بروز اسم كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي السابق للرئيس ترمب، كمرشح رئاسي مرتقب للاحتياطي الفيدرالي، حيث يُعتقد أنه سيعتمد سياسات أكثر ميلاً لخفض أسعار الفائدة، ما سيعزز مخاوف المستثمرين من دخول موجة أكبر من التيسير النقدي
وفقاً لمحللي “راسل إنفستمنتس”، ستبدأ الأسواق فور الإعلان عن تعيين هاسيت في تسعير تخفيضات الفائدة المحتملة، ما قد يؤدي إلى هبوط حاد لقيمة الدولار، وربما نزوله إلى مستويات أدنى مما حققه أمام اليورو خلال السنة الحالية
تطورات السياسة النقدية اليابانية وتأثيرها على مستقبل الدولار الأمريكي
يراقب المستثمرون عن كثب احتمالية رفع بنك اليابان أسعار الفائدة خلال ديسمبر، حيث ارتفعت توقعات هذه الخطوة إلى نحو 80%، مع ترجيحات بتشديد نقدي بقيمة 25 نقطة أساس، مما يشكل تحدياً قويًا للدولار الأمريكي
الين الياباني، الذي يشتهر بالارتفاع السريع عند أي تحرك نحو التشديد النقدي، قد يفاقم الضغوط على الدولار، وفقاً لخبراء “دويتشه بنك” الذين يشيرون إلى أن زيادة الفائدة في اليابان عادةً ما تدفع الدولار نحو تراجع حاد
- تراجع الثقة في السياسات الاقتصادية الأمريكية إثر احتمالات إلغاء الرسوم الجمركية
- توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي مع تعيين كيفن هاسيت
- احتمالية رفع الفائدة في اليابان وتأثيرها المباشر على الين والدولار
- سلوك المستثمرين في ديسمبر ببيع الدولار لإعادة موازنة المحافظ المالية
| العامل المؤثر | التأثير المتوقع على الدولار الأمريكي |
|---|---|
| حكم المحكمة العليا على الرسوم الجمركية | تراجع الثقة وتذبذب قيمة الدولار |
| تعين كيفن هاسيت كرئيس جديد للفيدرالي | إعادة تسعير تخفيضات الفائدة، وهبوط محتمل لقيمة الدولار |
| رفع أسعار الفائدة في اليابان | تقوية الين وضغوط هبوط على الدولار |
| موسم ديسمبر | بيع الدولار لإعادة التوازن، وانخفاض مؤشره بما يصل إلى 2% |
وفق تحليلات “دويتشه بنك”، يحتل ديسمبر موقع الشهر الأضعف للدولار خلال العقد الماضي، حيث يميل المستثمرون إلى بيع العملة الأمريكية لإعادة تهيئة محافظهم الاستثمارية قبيل نهاية العام، بعد تحقيق أرباح في العديد من الأدوات المالية الأمريكية خلال الأشهر السابقة
ويرجح الاستراتيجي تيم بيكر أن الإشارات الإيجابية القادمة من الاقتصاديات الأخرى، إلى جانب سياسات اليابان النقدية المرتقبة، ستعزز من الميل إلى بيع الدولار الأمريكي، ما قد يدفع مؤشر العملة إلى التراجع بما يصل إلى 2% وإعادته لمستويات لم تُشهد إلا في الربع الثالث من العام الجاري
