في الأزمة الاقتصادية اليمنية الحديثة، تظهر فجوة قياسية تصل إلى 1100 ريال في سعر الدولار بين عدن وصنعاء، مما يعكس انقسامًا ماليًا غير مسبوق في البلاد؛ هذه الفجوة تجعل الريال اليمني يتداول بقيمتين مختلفتين في بلد واحد، وهو واقع يثقل كاهل المواطن ويزيد من معاناته اليومية.
تفاصيل فجوة سعر الدولار وسبب الانقسام المالي في اليمن
تشهد أسواق الصرف في اليمن فجوة تاريخية في سعر الدولار الأمريكي بين عدن وصنعاء، حيث يبلغ الفرق نحو 1100 ريال، ما يجعل الدولار الواحد يُباع مقابل 1632 ريالاً في عدن، بينما لا يتجاوز سعره 538 ريالاً في صنعاء؛ انعكاس هذا الانقسام المالي الذي يزداد سوءًا يوحي بوجود عملتين فعليتين في دولة واحدة. منذ عام 2015، وتفكك النظام المالي عقب الحرب الأهلية وانقسام البنك المركزي أدى إلى اعتماد سياسات نقدية متضادة، مما أدخل العملة الوطنية في أزمة مستمرة. تعرض أحمد المهري، موظف حكومي من عدن، لمأزق حقيقي حين كان بحاجة إلى الدولار لعلاج ابنته، وكان عليه دفع أكثر من ثلاثة أضعاف السعر في صنعاء، وهذا يدل بوضوح على ضخامة الفجوة وأثرها المباشر على حياة المواطنين.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي لفجوة سعر الدولار وتغير قيمة الريال
تظهر فجوة سعر الدولار تأثيرات مدمرة على الاقتصاد واليمنيين، فالأم التي تسعى لتحويل الأموال لابنها تواجه تحديات كبرى، والتاجر الذي يعتمد على التسعير الصحيح يعاني من تقلبات غير متوقعة لقيمة العملة بناءً على موقعه الجغرافي؛ فاطمة أحمد، تاجرة في صنعاء، تشير إلى حالة من الفوضى المستمرة في الأسواق نتيجة اختلاف الأسعار بشكل يومي. كما أن الأسواق تشهد حالة من عدم الاستقرار، حيث يضطر السكان إلى السفر لمسافات طويلة، تصل إلى 400 كيلومتر، للحصول على أسعار صرف أفضل، وهذا يؤجج الانقسام ويعمق الأزمة الاقتصادية. تضيف هذه الظروف عبئًا نفسيًا كبيرًا على المواطنين والتجار على حد سواء، في ظل صمت حكومي يقلق الجميع.
جهود البنك المركزي والتحديات المستقبلية في توحيد العملة اليمنية
يحاول البنك المركزي في عدن السيطرة على سوق الصرف ووضع حد لهذا الانقسام المالي، مع تحقيق تحسن نسبي بنسبة 4.44% في قيمة الريال خلال العام الماضي؛ لكن السؤال الكبير يبقى: متى ستتمكن اليمن من استعادة عملة واحدة ذات قيمة موحدة في جميع المناطق؟ لا تزال الأزمة مستمرة، ما يحتم على كل يمني مراقبة الأسعار باستمرار ووضع خطط مالية حذرة للحفاظ على مدخراته من التآكل في بيئة تتشابك فيها السياسة والجغرافيا في تحديد قيمة المال. ضمن هذه المعادلة الصعبة يمكن تلخيص أهم النقاط عبر هذا الجدول التالي:
| العنصر | الوضع الحالي |
|---|---|
| فرق سعر الدولار | 1100 ريال بين عدن وصنعاء |
| سعر الدولار في عدن | 1632 ريال |
| سعر الدولار في صنعاء | 538 ريال |
| تحسن الريال خلال العام الماضي | 4.44% |
| مسافة السفر للحصول على سعر أفضل | 400 كيلومتر |
- انقسام النظام المالي وانفصال سياسات البنوك المركزية سبب رئيسي للفجوة
- الأثر مباشر على الأسر والتجار في قراراتهم المالية
- استمرار الأزمة يزيد المخاطر على استقرار السوق ومحافظة المواطنين على مدخراتهم
