الدولار يتجاوز 125 ألف تومان وإمامي يصعد إلى 132 مليون في ارتفاع جنوني للعملات والذهب بإيران

التضخم في إيران وأسبابه وتأثيراته الاقتصادية والاجتماعية: تحليل شامل للبيانات والسياسات الحكومية

تُعد أزمة التضخم في إيران من أبرز القضايا الاقتصادية التي تواجه البلاد حاليًا، حيث تتجذر أزمة التضخم في الوعود الحكومية التي لا تتوفر لها مصادر مالية مستقرة، مما يجعل الحكومة والبنوك تضطر لطباعة نقود غير مدعومة، وهذا الأمر يؤدي مباشرة إلى ارتفاع معدلات التضخم، الذي يعتبر شكلاً من أشكال السرقات الاقتصادية غير المباشرة من جيوب المواطنين

جذور التضخم في إيران وأثر سياسات طباعة النقود على الاقتصاد

أوضح بزشکیان، في زيارته إلى مدينة ياسوج يوم الخميس 4 ديسمبر، أن التضخم في إيران يعود بشكل أساسي إلى الوفاء بوعود لا تمتلك الحكومة والمصارف لها مصادر مالية واضحة وصحيحة، مما يضطر الجانبين إلى طباعة أموال غير مدعومة، وهذه الخطوة تُحدث تضخمًا ملحوظًا يؤدي إلى استنزاف الثروة بطريقة غير مرئية من الشعب. وأشار بزشکیان إلى أن الحكومة وضعت موازنة للعام المقبل بنمو يُقدّر بنسبة 2%، لكنه شدد على أن البنك المركزي والحكومة مسؤولان عن التضخم بسبب سياسات طباعة النقود التي تُثقل كاهل المواطنين. ولم يغفل عن ذكر الخطوات التي اتخذتها الدولة لمواجهة التضخم مثل وقف مخصصات في الموازنة، رغم اعتراض بعض المؤسسات على تخفيض الميزانيات، مستنكرًا طباعة النقود لإرضاء فئات معينة فقط.

التضخم وتأثيره على الأسعار ومستوى المعيشة في إيران خلال عام 2024

كشفت بيانات مركز الإحصاء الإيراني أن معدّل التضخم السنوي في نوفمبر 2024 وصل إلى 49.4%، ما يعكس ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار السلع والخدمات مقارنة بنفس الشهر من العام السابق. وكانت مجموعة الأغذية والمشروبات والتبغ الأكثر تأثرًا، حيث سجلت ارتفاعًا شهريًا نسبته 4.7%، وهو أكثر من ضعف معدل ارتفاع السلع غير الغذائية والخدمات. وسجلت أسعار المواد الغذائية زيادة تجاوزت 66% خلال العام الماضي، مع بعض الفئات التي شهدت ارتفاعات أكبر، مما يفاقم الضغوط المعيشية على الأسر. ويتجلى ذلك في سوق طهران، حيث ارتفع سعر سبيكة الذهب عيار 18 غرامًا واحدًا من 11.5 مليون تومان في الصيف إلى قفزات سعرية غير مسبوقة، فقد بلغ سعر عملة الذهب الواحدة 120 مليون تومان يوم 29 نوفمبر.

تأثير الحرب وتجاربها على توجهات المستثمرين وسوق الأصول القابلة للحمل

برزت تصريحات بزشکیان في ظل أزمات معيشية متفاقمة عقب الحرب التي استمرت 12 يومًا، حيث أشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إلى أن كبار المستثمرين في إيران اتجهوا إلى شراء الأصول القابلة للحمل مثل الأحجار الكريمة والألماس، وهو تحول يلامس تغيرات اجتماعية واقتصادية هامة. وأكد بائعي المجوهرات في طهران ومشهد زيادة ملحوظة في طلب الأحجار الصغيرة المناسبة للاستثمار، التي كانت حكرًا سابقًا على التجار كطبقة خاصة، أما الآن فهي تخطت ذلك لتشمل الطبقة المتوسطة العليا أيضًا. وفسّر التقرير هذا التوجه بأن الخوف من فقدان المدخرات بسبب التضخم والحرب دفع الناس إلى هذا السوق، خاصة بعد أن تسبب القتال في فرار عشرات آلاف السكان من العاصمة إلى المناطق الريفية، حيث توقفت أجهزة الصراف الآلي عن العمل، مما اضطرهم لأخذ أموالهم وأصولهم الثمينة معهم في صورة قابلية النقل.

  • ارتفاع التضخم السنوي إلى 49.4% في نوفمبر 2024
  • زيادة أسعار الغذاء بنسبة 66% خلال عام
  • ارتفاع الطلب على الأصول القابلة للحمل مثل الذهب والألماس
  • تأثيرات الحرب وتوقف خدمات الدفع الإلكتروني في عدة مناطق
  • تراجع الموازنات الحكومية مع استمرار طباعة أموال غير مدعومة
البند النسبة أو السعر
معدل التضخم السنوي في نوفمبر 2024 49.4%
ارتفاع أسعار المواد الغذائية السنوي 66%
سعر سبيكة الذهب عيار 18 (غرام واحد) صيف 2024 11,500,000 تومان
سعر عملة الذهب الواحدة (29 نوفمبر 2024) 120,000,000 تومان

تتطلّب مواجهة أزمة التضخم في إيران نهجًا متوازنًا يجمع بين ضبط السياسة النقدية وتحفيز الاقتصاد دون اللجوء إلى طباعة أموال تؤدي إلى المزيد من التدهور في قيمة العملة، بينما تحمل المرحلة الراهنة تحديات استثنائية تتطلب روح التضحية والاستعداد كما وصفها بزشکیان باسم “روح التضحية في زمن الحرب”، حيث تم التأكيد على أهمية التضامن المجتمعي والاقتصادي من أجل تجاوز الصعوبات والعقبات التي تواجه المواطنين، وسط تأثيرات الحرب وتداعياتها المالية والاجتماعية على مدار الأشهر الماضية، والتي بدورها دفعت السكان إلى البحث عن بدائل للاستثمار وحفظ القيمة بعيدًا عن النظام النقدي التقليدي.