صدمة أسعار الذهب في اليمن وفرق الجنوني بين صنعاء وعدن يحير التجار

فجوة سعر الذهب بين صنعاء وعدن لعيار 21 تشكل أزمة اقتصادية كبيرة تهدد استقرار السوق اليمني، حيث يبلغ الفارق في السعر 92,500 ريال للجرام الواحد، مما يجعل سعر الذهب في عدن أعلى بأكثر من 150% مقارنة بسعره في صنعاء، ويجبر المواطنين على مواجهة تفاوت لا منطقي بأسعار الذهب في نفس البلد.

تأثير فجوة سعر الذهب بين صنعاء وعدن على حياة المواطنين

فجوة سعر الذهب بين صنعاء وعدن دفعت العروس فاطمة أحمد من عدن إلى الشعور بألم حقيقي بعدما كانت تحلم بشراء طقم ذهب لزفافها، إذ يباع اليوم جرام الذهب عيار 21 في عدن بـ154,000 ريال بينما يباع بـ61,500 ريال في صنعاء تقريباً، وهذا التفاوت الذي يزيد أكثر من الضعف ونصف السعر يشكل وقعاً نفسياً واقتصادياً على الفئات البسيطة. محمد الحضرمي، تاجر يمني، أكد أنه يستغل هذه الفجوة لتحقيق أرباح كبيرة من نقل الذهب بين المدينتين، لكنه في الوقت ذاته يشعر بحزن كبير لانقسام الشعب اليمني حتى في مجال المعادن النفيسة.

الأسباب الاقتصادية وراء فجوة سعر الذهب بين صنعاء وعدن

تعود جذور فجوة سعر الذهب بين صنعاء وعدن إلى أكثر من عقد من الانقسام السياسي والحرب التي مزقت النظام المالي الموحد في اليمن، حيث تؤدي اختلافات سياسات البنك المركزي بين المنطقتين وحرب العملات الخفية إلى تباين حاد في تدفق الدولار الأمريكي، ما تسبب في هذا التفاوت الحاد في أسعار الذهب. الدكتور عبدالله الصراري، خبير الاقتصاد، قدم تحذيراً واضحاً بأن هذه الحالة تمثل سوقين منفصلين ضمن دولة واحدة، وهي حالة لم تشهدها اليمن منذ زمن الملكة بلقيس، مما يؤكد خطورة الوضع الاقتصادي الراهن.

تداعيات فجوة سعر الذهب بين صنعاء وعدن على الاقتصاد الوطني والمستقبل الاجتماعي

هذا التفاوت في الأسعار يؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية لسكان اليمن، حيث يضطر الكثيرون لتأجيل خطط الزواج وإلغاء مناسبات الأفراح بسبب صعوبة شراء الذهب. أبو سالم، صائغ من صنعاء، أفاد بأن زبائن من عدن يعبرون عن صدمتهم من الأسعار ويشككون في صحتها. لتوضيح حجم الأزمة، يبلغ سعر سبيكة الذهب وزن كيلوغرام واحد 28,198,742 ريال يمني؛ وهو مبلغ يعادل راتبه الحكومي لـ 47 سنة كاملة. هذا الواقع المؤلم يدفع آلاف اليمنيين للهجرة الداخلية بحثاً عن فرص أفضل، في حين تواجه محلات الذهب في عدن شبه انعدام للإقبال مع تهديد حقيقي بالإفلاس.

• ارتفاع أسعار الذهب الفاحش في عدن مقارنة بصنعاء
• انقسام السياسات النقدية بين البنك المركزي في المناطق المختلفة
• تفاقم أزمة سيولة الدولار في السوق اليمنية
• تأثير الحرب المستمرة على استقرار الأسواق
• هجرة المواطنين وانخفاض النشاط التجاري في متجر الذهب

اليمن اليوم تواجه مفترق طرق حاسم حيث يمكن تجاوز فجوة سعر الذهب بين صنعاء وعدن بالعمل الجاد نحو توحيد السياسات النقدية والاقتصادية، مما يفتح آفاق استقرار اقتصادي وأمل في توحيد السوق. لكن إذا استمرت حالة الانقسام والتفاوت في الأسعار على هذا المنوال، فمن المتوقع أن يزداد الانهيار الاقتصادي والتفكك الاجتماعي، ولذا يتوجب على المواطنين متابعة تطورات الأسعار بحذر أكبر واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، بينما يعلق الجميع تساؤلات عميقة عن المدة التي يحتاجها اليمن لاستعادة وحدة أسواقها ووحدة شعبها.