الذهب يتراجع قليلاً مع صعود الدولار إلى 4207.39 دولار للأوقية

الانخفاض الطفيف للذهب مع ارتفاع الدولار وتأثير تقرير الوظائف الأمريكي على أسعار المعادن النفيسة

شهد سعر الذهب انخفاضًا خفيفًا اليوم متأثرًا بارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي أشار إلى قوة سوق العمل بشكل أكبر من المتوقع، الأمر الذي أدى إلى ضغط على أسعار الذهب قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الذي يُرتقب أن يعلن عن خفض في أسعار الفائدة. تفاعل الأسواق مع هذه المستجدات يعكس حساسية الذهب للتقلبات الاقتصادية والسياسية وخاصة فيما يتعلق بسياسة الفائدة الأمريكية.

تحليل أسباب الانخفاض الطفيف في سعر الذهب مع قوة الدولار الأمريكي

انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 4207.39 دولارًا للأوقية، مع استقرار العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير عند 4236.60 دولارًا للأوقية؛ حيث يتأثر الذهب بشكل مباشر بتحركات الدولار الأمريكي. ارتفاع الدولار عادة ما يقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، لأن شراء الذهب بالدولار يصبح أكثر تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى. وقد عزز تقرير الوظائف الأمريكي المتفائل من قوة الدولار، مما أدى إلى ضغط طفيف على أسعار الذهب، خصوصًا مع التوقعات المتزايدة لمجلس الاحتياطي الاتحادي بخفض أسعار الفائدة.

ارتفاع سعر الفضة وتراجع البلاتين والبلاديوم وسط تقلبات الأسواق

بالرغم من الانخفاض في الذهب؛ ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 61.02 دولارًا للأوقية، متجاوزة عتبة الـ 60 دولارًا التي تم تجاوزها أمس، وهو ما يعكس زيادة الطلب على هذا المعدن النفيس الذي يستخدم كذلك في الصناعات. أما المعادن النفيسة الأخرى فقد سجلت تراجعًا، حيث انخفض سعر البلاتين بنسبة 1% ليصل إلى 1672.70 دولارًا للأوقية، كما انخفض البلاديوم بنفس النسبة ليصل إلى 1491.0 دولارًا للأوقية، مما يشير إلى تقلبات متفاوتة في أسعار هذه المعادن بسبب عوامل العرض والطلب المختلفة وتأثرها بالتطورات الاقتصادية العالمية.

توقعات أسعار الذهب وتأثير اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي القادم

تُعد توقعات أسعار الذهب مرتبطة بشكل وثيق بنتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي، حيث يراقب المستثمرون عن كثب توجه البنك المركزي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. من المتوقع على نطاق واسع أن يقوم المجلس بخفض أسعار الفائدة، وهو ما عادةً ما يدعم سعر الذهب من خلال زيادة جاذبيته كملاذ آمن ضد التضخم وانخفاض قيمة الدولار، بينما تدفع قوة سوق العمل وتقرير الوظائف الإيجابي الدولار إلى الارتفاع، مما يخلق حالة من التوازن المعقد في السوق. في هذا السياق، يمكن للمستثمرين متابعة عدّة عوامل مهمة قد تؤثر على تحركات الذهب في الأيام القادمة:

• نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي وتصريحاته حول أسعار الفائدة
• تطورات سوق العمل الأمريكي وأرقام الوظائف الجديدة

يبقى سوق الذهب عرضة لتذبذبات مستمرة في ضوء الأحداث الاقتصادية، ورغم الانخفاض الطفيف الراهن، فإن السياق العام يشير إلى أن الذهب سيستمر في تصدر اهتمامات المستثمرين والمراقبين بسبب دوره الحيوي في إدارة المخاطر المالية.