«لحظة سقوط» طائرة إف… فيديو متداول يثير الجدل ويكشف الحقيقة الكاملة

أثار فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي موجة كبيرة من الجدل والاهتمام بعد الادعاء بأنه يوثق لحظة سقوط طائرة أمريكية طراز إف/18 في البحر الأحمر إثر هجوم يمني، لكن الحقائق التي تم التحقق منها كشفت تفاصيل مختلفة تمامًا عن هذا المقطع، مما أثار التساؤلات حول أصله وصحته ودقة المعلومات المتداولة حوله.

ما صحة الفيديو المتداول عن سقوط طائرة إف/18 في البحر الأحمر؟

بعد تحليل الفيديو المتداول من قبل فريق التحقق التابع لموقع CNN بالعربية، ثبت أن هذا الفيديو ليس مرتبطًا بحادثة سقوط الطائرة إف/18 الأمريكية في البحر الأحمر والتي أعلنت عنها البحرية الأمريكية مؤخرًا، ويشير التحليل إلى أن الفيديو يعود إلى حادث مختلف حدث في إيطاليا عام 2017، تحديدًا خلال عرض جوي في منطقة تيراسينا؛ حيث اصطدمت طائرة تابعة لسلاح الجو الإيطالي بالبحر ما أدى إلى وفاة قائدها، وبالفعل نُشر الفيديو آنذاك على قناة إخبارية محلية ولم يكن له أي علاقة بمناطق البحر الأحمر أو اليمن.

تفاصيل حادثة سقوط الطائرة إف/18 في البحر الأحمر

أعلنت البحرية الأمريكية بتاريخ 28 أبريل/نيسان أن طائرة حربية من طراز F/A-18E سوبر هورنت سقطت في البحر الأحمر أثناء عمليات كانت تُجريها حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان”، حدثت الواقعة بينما كانت الطائرة قيد السحب في حظيرة الطائرات بواسطة جرار سحب بحري، حيث فُقدت السيطرة على الجرار والطائرة، مما أدى إلى سقوطهما في البحر، الجدير بالذكر أن الطائرة لم تكن في التحليق وقت سقوطها، وهذا ما ينفي تمامًا الادعاءات التي تقول بأنها أُسقطت خلال قتال جوي أو بسبب هجوم.

كيف تساهم مثل هذه الادعاءات في تضليل الجمهور؟

انتشار مقاطع فيديو كاذبة أو مضللة دون التحقق من مصدرها يسهم بشكل كبير في نشر معلومات غير صحيحة تؤثر على الرأي العام والمعلومات المتداولة، فالمقطع المذكور حاز آلاف التفاعلات على المنصات الاجتماعية وتم استخدامه من قبل بعض الأطراف للترويج لروايات غير صحيحة عن الهجوم على الطائرة الأمريكية، ولهذا يعكس التحقيق في مصدر الفيديو أهمية الالتزام بالحقائق وتقصي الحقيقة قبل التسرع في نشر المحتوى المتداول؛ خاصةً مع التطور السريع في الوسائل الإعلامية التي جعلت من السهل فبركة المحتويات.

ختامًا، يثبت هذا التحقيق أهمية توخي الدقة في تداول المحتوى الرقمي والابتعاد عن نشر أي مقاطع فيديو مرفقة بمعلومات لم يتم التحقق منها، الأمر الذي يؤدي إلى خلق سوء فهم قد يؤثر على الرأي العام ويساهم في زيادة التوترات في الواقع.