«احتجاز صادم» الحوثيون يسيطرون على 11 سفينة في ميناء رأس عيسى

يشهد ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة أزمة متصاعدة بعد احتجاز جماعة الحوثي لأحد عشر سفينة رغم حصولها على تصاريح أممية مستوفية، مما يهدد الأمن البحري ويثير قلق المجتمع الدولي، حيث أكدت عدة جهات دولية تقارير موثوقة بشأن منع السفن من المغادرة وتهديدها باستخدام العنف، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل واسع على حركة الملاحة والسوق النفطية العالمية.

الحوثيون يحتجزون السفن في ميناء رأس عيسى

أكدت تقارير صادرة عن هيئة التجارة البريطانية تعرض السفن التجارية الراسية في ميناء رأس عيسى للاحتجاز من قبل جماعة الحوثي، المصنفة دوليًا على قوائم الإرهاب، إذ أقدم المسلحون التابعون للجماعة على الصعود إلى متن بعض السفن وتهديد طواقمها بالعنف المباشر، بما في ذلك إطلاق طلقات تحذيرية لإجبارها على التوجه إلى الأرصفة القريبة؛ ويُعد هذا انتهاكًا خطيرًا للقوانين الدولية والمبادئ البحرية المتفق عليها بين الدول.

منصة “فيسل فايند” المختصة بتحديد حركة السفن أكدت وجود 11 سفينة محتجزة، تتوزع بين خمس ناقلات منتجات نفطية وثلاث ناقلات خام نفطي وثلاث ناقلات غاز البترول المسال، ومن بين أبرز هذه السفن ناقلة الغاز VLGC Gaz GMS المملوكة لشركة Sun Shine Shipmanage الهندية، وناقلة النفط الخام الواقعة تحت إدراة تركية، الأمر الذي يهدد استقرار السوق النفطي العالمي نتيجة هذه الأزمة.

التصعيد الحوثي يعمّق أزمة الملاحة البحرية

تشير الحوادث المتزايدة في ميناء رأس عيسى إلى نهج تصعيدي من جماعة الحوثي يفاقم الأعباء على الدول والشركات العاملة في القطاع البحري، حيث أوردت تقارير منصة “تانكر تراكرز” سابقًا أن الجماعة أصدرت تهديدات بإطلاق النار على السفن الراسية في حال مخالفتها التعليمات بعدم المغادرة، مما أدى إلى حالة من الجمود البحري في واحدة من أكثر النقاط استراتيجية في المنطقة العربية؛ هذه الممارسات تعكس حجم الخطر المحدق بالسفن التجارية هناك، والذي قد يتسبب في خسائر اقتصادية باهظة وتعطيل شبكات الإمداد العالمية.

الضربات الأمريكية وتأثيرها على نشاط الميناء

كان الجيش الأمريكي قد أعلن في وقت سابق تنفيذ 14 غارة جوية على مناطق في ميناء رأس عيسى، في إطار سعيه لتقويض مصادر تمويل جماعة الحوثي، حيث أكدت واشنطن أن الميناء يستخدم لتحقيق مكاسب مالية ودعم الأنشطة العسكرية للجماعة المدعومة من إيران، ورافق تلك العمليات تحذيرات أمريكية للشركات والدول من التعامل مع الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين بغرض تقليص أي تمويل مباشر أو غير مباشر للجماعة؛ تأتي هذه الخطوات كجزء من جهود دولية وأممية لتحجيم نفوذ الحوثيين وانتهاكاتهم المتكررة التي تشكل خطرًا على أمن الملاحة الإقليمي والعالمي.

في الختام، تصاعد الأحداث في ميناء رأس عيسى يحتّم على المجتمع الدولي اتخاذ مواقف صارمة ضد هذه الانتهاكات التي تستهدف الأمن البحري والمصالح الاقتصادية العالمية، في ظل استمرار التصعيد الحوثي الذي يشكل تهديدًا متزايدًا للتجارة والملاحة الدولية.